يمكنك التنقل عبر جميع المواضيع أسفل الصفحة في الجانب الأيمن

رجل من رجال الثورة

عرض في جريدة أهالينا و موقع اتحاد الشباب التقدمي

بعد هذه المدة
الطويلة التي مرت على قيام ثورة 23 يوليو، لا تزال الجماهير تقييم الثورة حق تقييمها، لذلك رأينا أن نحتفل بالعيد الثامن والخمسين للثورة بأن نتحدث عن أحد صانعيها وقائد من قاداتها، سُطر اسمه من نور في سجل الزعماء وبحروف من ذهب في سجل التاريخ،
فخصصنا هذه المساحة للحديث عنه فعندما نتحدث عن كبار أهل التاريخ لا يبقى الحال على ما هوعليه، لأن في لقاء الزعماء نجد ما لا نجده عند غيرهم من محبة واحترام ومودة وهذا ما يجب علينا أن نتعلمه من هؤلاء العظماء، إلى جانب تفانيهم لمبادئهم وعملهم في سبيل اعلاء اسم مصر عالياً، وتماماً كما يتعانق الهدوء مع الحب في المدينة التي يعيش في أحضانها، يتعانق التاريخ والنجاح والتألق في مشواره السياسي، إنه الزعيم الخالد الذي علم الكثير وتعلم منه الأكثر، القائد العظيم خالد محي الدين.


ولد يوم 17 اغسطس عام 1922 في كفر شكر بمحافظة القليوبية، ودرس في مدرسة العباسية الإبتدائية ثم مدرسة فؤاد الثانوية ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1940 برتبة ملازم ثاني وعمل في سلاح الفرسان، ثم التحق بكلية أركان حرب وتخرج منها عام 1948 وشارك في حرب فلسطين، حيث شارك في معارك المجدل وعراق وسويدان والفالوجا وبيت سنيد وبيت جبيل، وكلف بالإتصال بالقوة المحاصرة بالفالوج مع صلاح سالم، وبعد انتهاء الحرب عاد للقاهرة

بعد دراسته العسكرية حصل على بكالوريوس التجارة كالكثير من الضباط الذين سعوا للحصول على شهادات علمية في علوم مدنية، وبعد الثورة تقلدوا مناصب إدارية ومدنية في الدولة.

كان هو وجمال عبد الناصر يطبعون منشورات الضباط الأحرار وحين علموا أن البوليس السياسي يراقب عبد الناصر أوقفوا الطباعة لمدة ثم عادوا بعد أن غيروا المكان.

شكل مع عبد الناصر الخلية الأولى لتنظيم الضباط الأحرار ووضع معه خطة التحرك ليلة الثورة وكان المشرف على تحرك الوحدات تلك الليلة وكان قائد كتيبة الفرسان التي حاصرة مع الكتائب الأخرى مقر قيادة الجيش.


وكان ضمن تنظيم الضباط الأحرار من هم على صلة بالإخوان، مثل حسين الشافعي وأحمد مظهر وكمال الدين حسين وحسن ابراهيم، إلا أن الإخوان استشعروا أنهم لا يملكون الولاء الكافي فإبتعدوا عنهم والأحرار أيضاً ابتعدوا عنهم بعد لقائه هو وعبد الناصر بهم وتيقنهم أن الجماعة تريد أن تستخدمهم كمجموعة ضباط لتحقيق أهدافهم الخاصة.

هو من وضع مبادىء الثورة والتي نصت على:

ـ القضاء على الإستعمار واعوانه.
ـ القضاء على الإقطاع.

ـ القضاء على سيطرة رأس المال.
ـ اقامة حياة ديمقراطية سليمة.
ـ اقامة جيش وطني قوي.
ـ اقامة عدالة اجتماعية.
وهو من عارض على قرار حل الأحزاب.

وصفه السادات بالصاغ الأحمر في إشارة إلى توجهاته الماركيسية، وحين دعا رفاقه في مارس عام 1954 إلى العودة لثكناتهم العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد ديمقراطية، نشب خلاف بينه وبين معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة، استقال على أثره من المجلس وآثر الإبتعاد عن السياسة، وسافر إلى سويسرا، بعد أن كلفه زملائه بمجلس قيادة الثورة بتشكيل الوزارة فقبل بشرط عودة الحياة النيابية والديمقراطية، وفي صباح اليوم الثاني سحبوا التكليف.

ابتعد لفترة عن السلطة بعد استقالته من مجلس قيادة الثورة وسافر لفترة إلى سويسرا ثم عاد مرة أخرى وبدأ من جديد فخاض إنتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 ونجح، وكان أول رئيس لجنة خاصة شكلها مجلس الأمة أوائل الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناءالتهجير، ثم أسس أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري وهي جريدة المساء، ثم تولى رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير أخبار اليوم خلال عامي 1964 ـ 1965 وكان أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي ورئيس منطقة الشرق الأوسط ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح.

حصل على جائزة لينن للسلام عام 1970، واتهمه السادات بالعمالة لموسكو وهي تهمه كانت توجه لليساريين في السبعينيات، وفي 10 ابريل عام 1976 أسس حزب التجمع وأصبح عضواً بمجلس الشعب من عام 1990 حتى عام 2005 .

كان موقف حزب التجمع تحت زعامته رافضاً لإتفاقية كامب ديفيد في عهد السادات الذي انتهت مبادىء الثورة في عهده وجاء كل من الإنفتاح والديكتاتورية وعودة سيطرة رأس المال وهذا الرفض أثارغضب السادات ودفعه للنيل من حزب التجمع وأعضائه الذين ظلوا ضيوفاً دائمين في السجون حتى رحيله، فحين ألقى السادات خطابه بمجلس الأمة معلناً استعداده للسفر إلى أخر العالم واسرائيل لتحقيق السلام في الجلسة التي حضرها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، سأله ما رأيك بكلام الرئيس فأجاب هذا كلام انشاء ومع مرور الوقت تحقق هذا الكلام حيث طلب منه السادات مرافقته لإسرائيل، فرفض مبرراً أنه لا يمكن اتخاذ القرار بمفرده دون الرجوع للحزب، ثم اتصل به في المساء معتذراً عن السفر لعدم موافقة حزب التجمع ثم علم بأن أحد النواب المنتخبين لحزب التجمع بالبرلمان ضمن الوفد المرافق للسادات المسافر لإسرائيل، فطلب عقد اجتماع طارق في الحزب وتم فصل هذا النائب من الحزب قبل مغادرة السادات القاهرة، وحين علم السادات بذلك وهو في الطائرة غضب جداً وثار وقرر تأديب الحزب، وبعد عودته كانت هناك حملة قاسية جداً ضد الحزب حيث اقتحم الأمن مقار الحزب لعدة مرات ليأخذوا في كل مرة كل شيء يجدوه امامهم حتى الخزنة ويغلقوه بالشمع الأحمر.

في تخليه طوعاً عن رئاسة حزب التجمع مثال للحكومة والمعارضة في أهمية التغيير وتداول السلطة، وبتخليه هذا فقده حزب التجمع إلا أن تخليه هو مصداقية عميقة في الشارع السياسي المصري.
وقد رفض الحزب مشاركته بإنتخابات رئاسة الجمهورية لقناعته بأن الإنتخابات لن تكون نزيهة وأن مشاركته ستستخدم لتبرير شرعية مبارك.

له عدة مؤلفات من الكتب من أهمها الآن اتكلم ـ الدين والإشتراكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق